رثاء في شيخنا الجليل

ratha

رثاء في شيخنا الجليل خطيب السيرة النبوية العطرة رحمه الله
الشيخ عبد القادر الشيخ

قضى عمره الزاهي كريماً ممجداً
وناداه رب العرش فأسمع الندى
تشبع بالسيرة إشباع ظامئ
رأى دونها عذب الفرات فأوردا
تولاها حفظاً دائباً وتمعناً
وشرحاً وتفسيراً وفكراً مجدداً
فكان بها في دولة العلم رائداً
وزاد بها في مجمع القوم سؤدداً
ووفقه مولاه إذ صار عالماً
ينشئ أجيالاً ويرأس مجلساً
تلاميذه في كل أفق أهله
وقد صار فيهم ساطع النور فرقداً
يؤيدها بالمنطق الفصل حجة
يعززها النص الشريف مؤكداً
فأنت إذا يتلو حديث محمد
تكاد ترى رأي العيان محمداً
ودع عنك تاريخ الصحابة إنه
يحدث عنهم في الدروس ممجداً
لكل صحابي حديث معطر
لديه كزهر الروض باكرة الندى
كساه وقار العلم فينا مهابة
فتخشع إجلالاً له كلما بدا
عرفناه ذا نبع كريم مبارك
تأصل بنياناً وأشرق محتدا
فأخلاقه أخلاق من عرف التقى
ولم يتخذ غير المروءة مقصداً
صفوح إذا ما بدت زلة امرئ
تداركها غفرانه وتغمدا
كريم له في الجود شتى مآثر
يخاف عليها أن تذاع فيحمدا
يرى أن كتمان العطاء فضيلة
تصون ذوي البؤس وتحمي من إجتدى
كذلك أخلاق النبيين إنهم
مثال لأهل الفضل يحذى ويقتدى
تلألأ بالنور الوضيء جبينه
فيحسبه الرائي شعاعاً توقدا
يهش لمن يلقاه حباً ورحمة
لأن سماح الطبع قد جاوز المدى
تعاليم إسلام دعاها فؤاده
وكررها في الناس لحناً مرددا
ففي ذمة الرحمن روح حبيبه
تطير مع الأملاك طيراً مغرداً
عليها سلام الله يندى نسمه
فيعبق ريحاناً ويلطف مشهدا